لقراءة الجزء الأول من البحث، اضغط هنا.
هل يخضع الله للعواطف والإنفعالات البشريَّة؟
يقول القدِّيس كيرلس الكبير:
[الذي لا جسد له لا يُمكِن أن يخضع للقوانين التي تخضع لها الأجساد؛ والأمور الإلهيَّة لا تُشْبِه الأمور البشريَّة. فلو لم يكن هناك أي شيء بالمرَّة يَفصِل أو يُميِّز بيننا وبين الله، لكان من الـمُمكِن أن نُطبِّق وضعنا الخاصّ كبشرٍ على الأمور التي تخصّ الله، ولكن إنْ كنَّا نجد أنَّ المسافة التي تَفصِل بيننا وبينه لا يُمكِن سبر غورها، فلماذا نضع صفات طبيعتنا الخاصَّة كمقياس نَنْظُر به إلى الله، فَنُفكِّر في تلك الطبيعة (الإلهيَّة)، غير الـمُقيَّدة بأي قانون، على ضوء ضعفاتنا، وهكذا نَجعل أنفسنا مُذنبين بعمل شيء غير منطقي ومنًا في العقلِ](١)
[(الهراطقة) يَجلهون تمامًا ماهيَّة الطبيعة غير الجسديَّة وماهيَّة طبيعة الأجسام وما هي التغيُّرات التي تُعانيها الأجساد. لأنَّ ما لا جسم له هو غير قابل للتقسيم على الإطلاق، بمعنى أنَّه غير قابل للاشتقاق والتجزئ الذي يتناسب مع طبيعة الأشياء الماديَّة الملموسة، أو لإمكانيَّة أن يتأثر بأي شيء من هذه الأشياء.](٢)
الله في جوهره غير قابل للتغيير، والطريق إلى اللامُتَغيِّر، أي الوصول إلى الله - حسب القديس إكليمنضس السكندري(٣)- هو عدم التغيُّر نفسه. فالله، كلامُتغيِّر، لا يخضع للإنفعالات وليدة اللحظة كالغضب الفرح والحزن كما نخضع لها نَحن. يقول العظيم أنبا أنطونيوس أب الرُّهبانِ:
[الله خيِّر وجواد، ولا يَخضَع للأهواء، وهو غير مُتَغيِّر. ولكن قد يُفكِّر مَن يؤمن بأنَّ الله غير مُتغيِّر ويَسأل: كيف يُمكِنُنا الحديث عن الله بقولنا أنه يَفرح بالأبرارِ ويُظهِر رحمته لِمَن يُكرِمونه، ويَحجُب وجهه عن الأشرار، ويَغضَب على الخطاةِ؟ وعن هذا يجب أن تكون الاجابة بأن نقول أن الله لا يفرح ولا يغضب (بالصورة البشريَّة). لأن الفرح والغضب هي عواطف وأهواء بشرية. والله لا يُمكِن أن تَستميله وتُغريه عطايا مَن يُكرمِونه، لأن هذا يَعني أنه يسعي إلى التمتع (بالصورة البشريَّة). ولا يَصح أن نُعلِّم أنَّ اللاهوت يتأثر بالمتعة بصورة إيجابيَّة أو سلبيَّة، بسبب الأحوال البشرية الـمُتَغيِّرة. الله صالح وهو فقط يَمنَح كل عطيَّة صالحة (رسالة مُعلِّمنا يعقوب الرسول ١: ١٧) ولا يُمكنه أن يُقدِّم الضرر والأذى، لأنه لا يُمكِنه أن يَتَغيَّر.
أمَّا نحن البشر فإذا بقينا صالحين، بمشابهتنا لله، صِرنا مُتحدين معه. أمَّا إذا صرنا أشرارًا بعدم مشابهتنا لله، فنحن ننفصل عنه. بالحياةِ في القداسة نَلْتَصِقُ بالله، ولكن إن صرنا أشرارًا فنحن نصير أعداءً لله. ليس أن الله هو الذي يتحول إلى غضوب في علاقته معنا، ولكن خطايانا تَحجُب نور الله مِن أنْ يَسطع فينا. وبهذا نحن نعرض أنفسنا للشياطين ليعذبوننا. ولكن إذا كنا بالصلاة وأعمال الرحمة نتوب ونتخلَّص مِن خطايانا، فهذا لا يعني أنَّنا قد استملنا الله نحونا وأجبرناه على التغيُّر (في عواطفه)، ولكن الحقيقة أنَّنا نحن بعودتنا إلى الله، نكون قد شفينا من شرورنا، وبهذا نَتَمَتَّع مرة ثانية بصلاح الله. إنَّنا إذا قُلْنَا أنَّ الله هو الذي يَتَحَوَّل بعيدًا عن الأشرارِ نَكُونُ كَمَنْ يقول أنَّ الشمس هي التي تحجب نورها عن الشخص الأعمي](٤)
يؤكِّد العلَّامة أوريجانوس أن الله بالطبع خبير بالعواطف الإنسانيَّة، فعدم خضوعه للتغيير لا يعني أنَّه كائن جامد، فآباء الإسكندريَّة -عامةً- وإن كانوا قد تحدثوا عن عدم تغيُّر الله وتنزُّهه عن العواطف البشريَّة، إلا أنَّهم ركَّزوا على أبوته الحقَّة من خلال الحُبِّ الذي لا يُعبَّر عنه بِلُغَةٍ بشريَّة.(٥)
إننا نَظلِمُ الله حينما نُفكِّر فيه كإلهٍ غضوبٍ، وكإلهٍ يَرضَى بأعمالٍ مُعيَّنة ويَغْضَبُ مِن أعمالٍ أخرى. نَسْتَهزئ بالجوهر الإلهيّ حينما نَتَخيَّله كواحدٍ منَّا لا يُرضِي كبرياءه وكرامته سوى شغف الإنتقام والتشفِّي مِن المعتدي. نُجرِّده من ألوهيَّته حينما نَحصُره في إطار الشخص الذي لا يُهدِّئ مِن روعه سوى الدم والثأر ممن عصاه. أتذكَّر عبارة لأحد الأصدقاء، أرعبتني حين قرأتها، وظللت أقرأها عدَّة مرات من هول الصدمة. وإليكم نَصّ العبارة:
[لِقَد خَلَقَ الإنسانُ اللهَ على صورتهِ كمثاله، مُنتقمًا سافِكًا للدّم مُحْضِرًا للبَلاءِ وَدَاعِيًا للحرُوبِ أقامَهُ. على صُورَةِ إِنْسَانٍ صَنَعَهُ، مُخْتَلًّا مَرِيضًا جَبَلَهُ، وَإِسْتَرَاحَ الإِنْسَانُ فِي اليُومِ السّابِعِ وَإِنْتَظَرَ لِيَرَى حَربَ آلِهَةٍ هُو أُوجَدَهَا، وَكَانَ مَا صَنَعَهُ قَبِيحًا جِدًّا!]
إنَّنا لم نُشوِّه صورة الله الحقيقيَّة وحسب، بل -دون دراية- خَلقنا إلهًا غيره وعبدناه، تمامًا كبني إسرائيل حين أوجدوا لهم إلهًا وعبدوه وآمنوا بأنَّه هو مَن أخرجهم مِن أرضِ مصر، ولو لَم يَتَدخَّل موسى لكانوا حلَّلوا ما شاء لأهوائهم وشرعوه باسم الإله الذين "خلقوه" مِن ذهبهم، ولعاشوا تحت هذه الشريعة طيلة حياتهم يفعلون ما يحلوا لهم ويلقونه على شريعة الإله، التي أوجدوها هم بأنفسهم. عجيبٌ حقًّا هذا الإنسان! يُصدِّق الكذبة التي اختراعها بنفسه ثُمَّ يُقنِع نفسه بها لتصير الحقيقة والواقع.
ولنا مِثالٌ آخر هو شاول الطرسوسي، الذي كان يُؤمِنُ بأنه أخذ أمرًا إلهيًّا بقتل المسيحيين وتعذيبهم، ظَنًّا منه أنه هكذا يُرضي الله. فَهَل أخذ أمرًا إلهيًّا؟ وهل ما كان ما يقوم به يُرضي الله؟ بالطبع لا، ومع ذلك كان من الـمُمكِن أن يُثبت شاول من النصوص اليهوديَّة بأنَّه أمرًا إلهيًّا وإرضاءً لله، وهو ذاته ما فنده عندما صار العظيم "بولس" رسول الأمم المنبوذين من اليهود ومِن القدِّيس بطرس الرسول نفسه في مرحلةٍ ما، وهو -أي القدِّيس بطرس- ما يُعدُّ مثالًا ثالثًا لفرض الرؤية البشريَّة على الله كما رأينا في قصَّةِ كيرنيليوس الأممي.
ولنا مِثالٌ آخر هو شاول الطرسوسي، الذي كان يُؤمِنُ بأنه أخذ أمرًا إلهيًّا بقتل المسيحيين وتعذيبهم، ظَنًّا منه أنه هكذا يُرضي الله. فَهَل أخذ أمرًا إلهيًّا؟ وهل ما كان ما يقوم به يُرضي الله؟ بالطبع لا، ومع ذلك كان من الـمُمكِن أن يُثبت شاول من النصوص اليهوديَّة بأنَّه أمرًا إلهيًّا وإرضاءً لله، وهو ذاته ما فنده عندما صار العظيم "بولس" رسول الأمم المنبوذين من اليهود ومِن القدِّيس بطرس الرسول نفسه في مرحلةٍ ما، وهو -أي القدِّيس بطرس- ما يُعدُّ مثالًا ثالثًا لفرض الرؤية البشريَّة على الله كما رأينا في قصَّةِ كيرنيليوس الأممي.
نحن نُخطئ خطأً شنيعًا حينما نَستخدم نصوصًا كتابيَّة (كُتِبَت مجازيًّا) لتبرير الشَّرِّ لأنفسنا وحِفظَنَا مِن اللُّومِ عن طريق تبرير تِلك الصورة -التي خَلَقَنَا نحن عليها إلهًا مُزيفًا واعتبرناه الله الحقّ الذي نعبده. وعندما نُلقي بالشرِّ على الإله، لا يعود شرًّا بعد، فقد صار من صفاتِ الذي له وحده الكمال، وهكذا نُحلِّل لنا الشرَّ، ونكتم صوت الضمير حتى يختنق ويموت.
ولذلك تعطف الكلمة علينا وتَجسَّد ليهبنا معرفة الآب غير المنظور ويَترُك داخلنا الصورة الحقيقية لله، ماحيًا كل تشويه وسوء فهم من الإنسان نحو الله الآب، ومانحًا إيانا الرُّوح القدس الذي يُعطينا حكمة وإفراز للفهم.
ولذلك تعطف الكلمة علينا وتَجسَّد ليهبنا معرفة الآب غير المنظور ويَترُك داخلنا الصورة الحقيقية لله، ماحيًا كل تشويه وسوء فهم من الإنسان نحو الله الآب، ومانحًا إيانا الرُّوح القدس الذي يُعطينا حكمة وإفراز للفهم.
يقول القدِّيس مار إسحق السرياني:
[إِن كنَّا نَتخيَّل أنَّ الغضب أو الغيرة أو ما يشابه له أيّ صلة بالطبيعة الإلهيَّة فهذا شيء كريه بالمرَّة لنا: لا يوجد عاقل عنده فهم بالمرَّة ويمكنه أن يَتَصوَّر، بهذا الجنون، شيئًا مثل هذا عن الله. ولا نستطيع أيضًا أن نقول أنه مِن قبيل العقوبةِ يَتَصرَّف، حتَّى ولو كان الكتاب الـمُقدَّس مِن الظاهر يُعلن ذلك!! مجرَّد التفكير هكذا عن الله، وتوَقُّع أن عقوبة الشرِّ موجودة عنده شيء كريه.. لأنه تجديف أن نَظنّ أنَّ الله يكره أو أنَّه يرفض الخليقة أو حتىَّ الشياطين؛ أو أن نتخيَّل أيّ ضعف أو قابليَّة للأهواء [بالصورة البشريَّة] أو أيّ شيء آخر يحتمل وجوده بصدد الجزاء سواء للخيرِ أو للشرِّ... هذا الإدراك الـمُذهِل، يقودنا إلى الحبِّ والدهشِ نحو الخالق... هذه الآراء سوف تُطرِح خارجًا مِن تفكيرنا كلُّ فكرٍ طفوليٍّ عن الله، ممَّا يشرحه هؤلاء الذين يُدخِلُون الشرَّ والأهواء في طبيعتهِ، ويقولون أنَّه يتغيَّر بالظروف والزمن...
ليس لأنَّ عبارات الغضب والكراهية وما شابه تستعمل لوصف الخالق، فنتخيَّل أنَّه هو حقيقة يعمل أي شيء بالغضب والكراهية أو الغيرة. هناك مجازات كثيرة في الكتاب المقدس عن الله، ألفاظ بعيدة تمامًا عن طبيعته الحقيقيَّة. وتمامًا كما أنَّ عقولنا أصبحت تدريجيًّا أكثر استنارة وحكمة، في فهم مقدَّس للأسرار المخفيَّة في الكتاب الـمُقدَّس وحديثه عن الله، أيضًا لا يجب أن نفهم كلّ شيء بصورة حرفيَّة كما كُتِبَت، ولكن يجب أن نَرَي، ما هو مَخفِيٌّ في الجسم الخارجي لما هو مكتوب، العناية والمعرفة غير الزمنيَّة التي ترشدنا جميعًا..](٦)
وليس فقط القدِّيسين أنطونيوس وإسحق السرياني هما مَن عَلَّمَا بهذا التعليم، بل نجد جوقة من آباء الكنيسة ينادون بهذا.
فعلى سبيل المثال، يُقول القدِّيس أغسطينوس:
فعلى سبيل المثال، يُقول القدِّيس أغسطينوس:
[بعض الكلمات (في الكتابِ) تُسْتَخدم مجازيًّا، على سبيل المثال، "غضب الله" ..](٧)
وفي تعليق العلَّامة أوريجانوس على آية: «إني تارة أتكلم على أمة وعلى مملكة لأقلع وأهدم وأهلك، فإن رجعت تلك الأمة عن شرها الذي بسببه تكلمت عليها، فاني أندم على الشر الذي فكرت في صنعه بها، وتارة أتكلم على أمة وعلى مملكة لأبني وأغرس، فإن صنعت الشر في عيني ولم تسمع لصوتي، فإني أندم على الخير الذي قلت إني أصنعه إليها» (أرميا ١٨: ٧- ١٠)، يشرح لماذا يَستخدم الكتاب الـمُقدَّس هذه اللّغة المجازيَّة فيقول:
[يَطلُب بعض الوثنيين المثقفين منا أن نُبرر موقفنا وأن نُفسر لهم ماذا يُقصَد «بندم الله». لأنه يبدو أن الندم أمر غير لائق، ليس فقط بالنسبة لله، وإنما أيضًا بالنسبة لأي إنسان حكيم. لأنني لا أتقبل فكرة أن يندم إنسان حكيم، لأن الذي يندم، يفعل ذلك لأنه لم يأخذ من البداية الجانب الصحيح أو الرأي الصائب. لذلك فإنه لا يمكن للرب الذي يرى المستقبل ويعرفه، أن يأخذ أي جانب آخر سوى الجانب السليم والرأي السديد. إذن يَنسب الكتاب المقدس لله القول «فأندم»؟ نجد نفس الفكرة في سفر الملوك أيضًا حينما يقول الرب: «ندمت على أني قد جعلت شاول ملكًا» (صموئيل الأول ١٥: ١١). ثم يقال أيضًا عن الرب: «ويندم على الشر» (يوئيل ٢: ١٣). هلموا لننظر ماذا يقول لنا الكتاب المقدس أيضًا عن الله. تارة يقول: «ليس الله إنسانًا فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم» (عدد ٢٣: ١٩)، وتعرفنا هذه الآية أن الله ليس إنسانًا. تارة أخرى يقول أن الله إنسانًا: «فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه قد أدبك الرب إلهك» (تثنية ٨: ٥). إذن، فعندما يتحدث الكتاب المقدس عن لاهوت الرب، يقول أنه «ليس إنسانًا»، وأن: «ليس لعظمته استقصاء» (مزمور ١٤٥: ٣). وأنه: «مهوب على كل الآلهة» (مزمور ٩٦: ٤). ويقول أيضًا: «سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده. سبحيه أيتها الشمس والقمر. سبحيه يا جميع كواكب النور» (مزمور ١٤٨: ٢، ٣). لكن عندما تنازل الله وأخذ جسدًا واختلط بالناس، أخذ أيضًا حكمة الناس ولغتهم. فَعَلَ تمامًا مثلما نفعل نحن حينما نريد أن نتحدث إلى طفل عمره سنتين، فنقوم بعمل حركات وأصوات غير مفهومة تناسب طفل، أما إذا احتفظنا بوقارنا وأصررنا على الحديث معه بلغة البالغين لن يفهم شيئًا. هكذا يفعل الله في اهتمامه بالجنس البشري، وخاصة الأطفال منهم. انظر كيف أننا نحن البالغين نقوم بتغيير أسماء الأشياء بالنسبة للأطفال الصغار؛ فنسمي لهم الخبز باسمٍ خاص، والشرب باسمٍ آخر، دون أن نستعين بلغة البالغين التي يستخدمها البالغون في أحاديثهم. ماذا إذن، هل نحن أشخاص غير ناضجين؟ هل إذا سمعنا أحد ونحن نتكلم مع هؤلاء الأطفال، يقول: لقد فقد هذا الشيخ عقله وتناسى شيبته ووقاره؟ ألا يرجعوا هذا بالأولى إلى الظروف التي دفعت الشيخ الوقور إلى استخدام تلك اللغة؛ وهي مخاطبة الأطفال؟ بالمثل يتحدث الله أيضًا إلى الأطفال. قال المخلص: «هانذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب». بما أننا أشخاص وبشر نندم، فإن الله عندما يريد أن يخاطبنا بلغتنا، يقول: «ندمت»، وحينما يُهدِّدُنا، لا يُظهِر نفسه بصورة مَنْ يَعْلَم المستقبل، لكنه يتصرف معنا كما لو كان يخاطب أطفالًا، بالرغم من أنه «يعرف جميع الأشياء قبل أن تكون»، في مخاطبته للأطفال الصغار يتظاهر بأنه مثلهم لا يعرف المستقبل. فكان يقول: «إذا رجعت هذه الأمة عن شرها، سأندم أنا أيضًا عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بها». آه يا رب! عندما كنت تُهدِّد، ألم تكن تَعْلَم ما إذا كانت هذه الأمة سوف تتوب أم لا؟ وحينما كنت تعطي وعودًا، ألم تكن تَعْلَم ما إذا كان الإنسان أو الأمة التي وجهت إليها وعودك سوف تظل مستحقة لتلك الوعود أم لا؟ لقد كنت تَعْلَم كل شيء ولكنك كنت تتظاهر بعدم المعرفة. سوف تجد في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة من هذا النوع، منها: «تكلم مع بني إسرائيل، لعلهم يسمعون ويتوبون». ليس أن الله كان غير مُتأكدٍ، عندما قال: «لعلهم يسمعون». لأن الله لا يَقع في الشك أبدًا؛ لكنه قال ذلك حتى يُظهِرُ بوضوح حرية إرادتك، حتى لا تقول: «بما أن الله يَعرِف مُسبقًا إنني سوف أهلك، إذن لابد أن أهلك»، أو: «بما أن الله يَعرِف مُسبًقا إنني سوف أخلص، إذن فإنني لابد أن أخلص». يتظاهر بعدم معرفته لما سَيَحدُث لك لكي يَحترِم حرية إرادتك وتصرفاتك. تجد أجزاء كثيرة في الكتاب المقدس يتشبه فيها الله بصفات الإنسان. فإذا سمعت يومًا كلمات «غضب الله وثورته» لا تَظُنّ أن الغضب والثورة عواطف وصفات موجودة عند الله، إنما هي طريقة بها يتنازل الله ويَتَكلَّم ليُؤدِّب أطفاله ويُصلحهم. لأننا نحن أيضًا حينما نريد أن نُوجِّه أولادنا ونُصحِّح أخطائهم نَظهَر أمامهم بصورة مخيفة ووجه صارم وحازم لا يتناسب مع مشاعرنا الحقيقية، إنما يتناسب مع طريقة التأديب. إذا أَظهرنا على وجوهنا التسامح والتساهل الموجود في نفوسنا ومشاعرنا الداخلية تجاه أطفالنا بشكل دائم، دون أن نُغيِّر ملامح وجوهنا بحسب تصرفات الأطفال، نُفسِدهم ونَردّهم إلى الأسوأ. بهذه الطريقة نتكلم عن غضب الله، فحينما يُقال أن الله يغضب، فإن المقصود بهذا الغضب هو توبتك وإصلاحك، لأن الله في حقيقته لا يَغْضَب ولا يَثور، لكنك أنت الذي ستتحمل آثار الغضب والثورة عندما تقع في العذابات الرهيبة القاسية بسبب خطاياك وشرورك، في حالة تأديب الله لك بما نُسمِّيه غضب الله!](٨)
ويقول أيضًا:
[الكتاب يَدعُونا ألا نَغضَب أبدًا، ويَقولُ في المزمور: «كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ، وَاتْرُكِ السَّخَطَ، وَلاَ تَغَرْ لِفِعْلِ الشَّرِّ» (مزمور ٣٧: ٨)، وَيُوصينا بِفَمِ بولس: «فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ» (رسالة مُعلمنا بولس الرسولي إلى أهل كولوسي ٣: ٨)، فهل يُشرِك الكتاب الله في نفس الهوى الذي يُحرِّرنا كلنا منه؟ مِن الواضح إلى حدٍ بعيد أن اللغة المُستخْدَمَة عن غضب الله تُفهَم مجازيًّا، كما يُفَهم من "نُومِه" الذي منه "اسْتَيقَظ"، فالنبي يقول: «اِسْتَيْقِظْ! لِمَاذَا تَتَغَافَى يَا رَبُّ؟» (مزمور ٤٤: ٢٣)، وأيضًا: «فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ، كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ» (مزمور ٧٨: ٦٥). فإن كانت "نائم" يَجِب أن تَعني مَعنى آخر، وليس أول ما يَرِد إلى الذهن مما تَحمِلهه الكلمة، فلماذا "الغضب" لا تُفهَم مثلها بمعنى آخر؟](٩)
ويؤكِّد في موضعٍ آخر:
[أمَّا نحن فحينما ننظر إلى العهد القديم أو الجديد وهو يتكلَّم على غضب الله، لا نأخذ بالحرف ما يَرِد فيه، بل نَجِدُّ في إثر فهمٍ روحيٍّ حتَّى نُفكِّر على مقتضى إدراك خليق الله.] (١٠)
كَمَا يقول القدِّيس أغسطينوس:
[إن الأسفار المقدسة لكي ترفعنا من المعنى الأرضي والبشري نحو المعنى الإلهي والسماوي قد إنحدرت لتلك الكلمات التي يستخدمها عادة الناس الأكثر بساطة فيما بينهم. لذا، أولئك الذين تكلم من خلالهم الروح القدس في الأسفار المقدسة لم يترددوا حتى في توظيف – كلما تطلبت الحاجة - عبارات الإنفعالات البشرية التي تنفعل بها نفوسنا، والتي بشأنها يفهم الرجل المستنير أنها غريبة تمامًا عن الله.على سبيل المثال، نظرًا لأنه من الصعب جدًّا للإنسان أن ينتقم لشيء بدون أن ينفعل بالغضب، رأى كُتّاب الأسفار المقدسة أن يستخدموا كلمة "غضب" للإشارة إلى إنتقام الله، بالرغم من إنتقام الله لا يُمارس بمثل تلك العواطف على الأطلاق. من ناحية أخرى، لكون الأزواج متعودين على حماية عفة زوجاتهم بواسطة الغيرة، أستخدم الكتاب المقدس عبارة "غيرة الله" للدلالة على عناية الله التي بموجبها ينصح النفس ويلتمس منع فسادها وزناها بالإنسياق وراء آلهة أخرى متعددة. وبنفس الطريقة أستخدم الكتاب أيضاً عبارة "يد الله" للدلالة على هذه القدرة التي بها يتصرف، "قدم الله" للدلالة على هذه القدرة التي بها يستمر في مساندة وحكم كل الأشياء، "آذان الله" أو "عيون الله" للدلالة على هذه القدرة التي بموجبها يلاحظ ويدرك كل الأشياء، "وجة الله" للدلالة على القدرة التي بها يظهر ذاته ويستعلن، وهكذا.
وسبب ذلك أننا نحن الذين تتوجه إليهم هذه الكلمات معتادين على العمل بأيدينا، والمشي بأقدامنا، والذهاب إلى حيثما يوجهنا أذهاننا، ومعتادين على إدراك الأشياء المادية بآذاننا وأعيننا وكل الحواس الأخرى، وأن يتم التعرف علينا من خلال الوجه، ونفس الشيء ينطبق على كل شيء آخر يقع تحت مثل هذه القاعدة. لذا، وفقًا لهذه القاعدة، نظرًا لأننا غير معتادين بسهولة على تغيير شيء ابتدأ ثم الإنتقال إلى شيء آخر إلا من خلال الندم، وبالرغم من أن العناية الإلهية بلا شك تُدبّر كل الأشياء بترتيب ونظام ثابت كما يتضح لكل شخص مستنير، إلا أنه مع ذلك وبأسلوب يناسب جدًّا الفهم البشري البسيط، تلك الأشياء التي تبدأ لكنها لا تستمر – مادام كان يأمل في إستمرارها – يقال عنها أنه تم إيقافها بنوع ما من الندم من جانب الله.](١١)
ويتَّفِق ما سَبَق مع تعليم القدِّيس يوحنَّا كاسيان أيضًا:
[في رابع قتال لنا لابد من استئصال سم الغضب القاتل من أعماق نفوسنا. فإنه مادام له وجود في قلوبنا، طامسًا بظلامه المؤذي عيون نفوسنا، لا نستطيع أن نحرز الحكمة، ولا يكون لنا الحكم السليم على الأمور. ولا ننال البصيرة النافذة التي تنبعث من التفرس الأمين أو المشورة الصالحة المختبرة. كما أننا لن نستطيع أن نكون شركاء في الحياة، أو داعين للبر، أو حتى يكون لنا قدرة على تلقي نورالرُّوح الحقيقي، لأن أعيننا، على حد قول أحد الناس، يربكها ظلام الغضب. كذلك لن نستطيع أن نكون شركاء في الحكمة، حتى إن أجمع الناس على اعتبارنا حكماء، لأن «الغضب مستقر في حضن الجهال» (جامعة ٧: ١٠). ولا نستطيع إدراك الحياة الخالدة على الرغم من اشتهارنا بالحصافة بين الناس، لأن «الغضب يهلك ذوي الحصافة» (أمثال ١٥: ٢). أيضًا لن يتيسر لنا بعدالة القلب الصافية إحراز قوة البر الضابطة حتى ولو كنا كاملين طاهرين في نظر الجميع، لأن «غضب الإنسان لا يصنع بر الله» (رسالة مُعلمنا يعقوب الرسول ١: ٢٠). كذلك لن نستطيع على أي وجه أن ننال التقدير والإجلال اللذين نشاهدهما كثيرًا حتى في أبناء العالم، إن كنا بمولدنا من طبقة الأشراف والنبلاء، لأن «الإنسان الغاضب محتقر» (أمثال ١١: ٢٣). أيضًا لن نستطيع إحراز الفكر الناضج حتى لو توهم الناس أننا ذوو أهمية بالغة، لأن «السريع الغضب يعمل بالحمق» (أمثال ٤: ٢٧). كما لا نستطيع التخلص من القلاقل الخطرة أو ننجو من الخطية حتى إن لم تحل بنا أية قلاقل من الآخرين، لأن «الرجل الغضوب يهيج الخصام والرجل السخوط كثير المعاصي» (أمثال ٢٢: ٢٩).
لقد سمعنا البعض يحاولون تبرير هذا المرض البالغ الضرر الذي يلحق بالنفس، ملتجئين إلى طريقة منفرَّة في تفسير الكتاب المقدس لهذا التبرير، كقولهم بأنه ليس من الضررِ في شيء أن نَغضب على إخوتنا الذين يخطئون، مادام الله ذاته، على حد قولهم، قد ذكر عنه أنه يسخط ويغضب على أولئك الذين لم يعرفوه أو عرفوه ثم رفضوه، وفقًا للنص: «فحمي غضب الرب على شعبه، وكره ميراثه» (مزمور ١٠٦: ٤٠)، أو وفقًا لكلمات النبي وهو يصلي قائلا : «يا رب لا توبخني بغضبك، ولا تؤدبني بغيظك» (مزمور ٦: ١)، غير مدركين أنهم إذ يريدون تلمس الأعذار لارتكاب خطية بالغة الأذية، ينسبون إلى العزَّةِ الإلهيَّة ومصدر كل نقاء إحدى وصمات الانفعال البشري...
حين نقرأ عن غضب الرب وسخطه، ينبغي ألا نفهم اللفظ وفق معنى العاطفة البشرية غير الكريمة. إنما بمعنى يليق بالله، المُنَزَّه عن كل انفعال أو شائبة. ومن ثم ينبغي أن ندرك من هذا أنه الديان والمنتقم عن كل الأشياء الظالمة التي ترتكب في هذا العالم. وبمنطق هذه المصطلحات ومعناها ينبغي أن نخشاه بكونه المجازي المخوف عن أعمالنا، وأن نخشى عمل أي شيء ضد إرادته. لأن الطبيعة البشرية قد ألفت أن تخشى أولئك الذين تعرف أنهم ساخطون، وتفزع من الإساءة إليهم، كما هو الحال مع بعض القضاة البالغين ذروة العدالة.
فالغضب المنتقم يخشاه عادة أولئك الذين يعذبهم اتهام ضمائرهم لهم. بالطبع ليس لوجود هذه النزعة في عقول هؤلاء الذين سيلتزمون تمام الإنصاف في أحكامهم، ولكن بينما هم في غمرة من هذا الخوف، فإن ميول القاضي نحوهم تتسم بالعدالة وعدم التحيز واحترام القانون الذي ينفذه. وهذا مهما سلك بالرفق واللطف، موصوم بأقسى نعوت السخط والغضب الشديد من أولئك الذين عوقبوا بحق وانصاف.
سيكون مُبْعِثًا للملل وخارجًا عن نطاق عملنا الحاضر، لو أننا شرحنا جميع الأشياء التي قيلت مجازًا عن الله في الكتاب المقدس بصورٍ بشريِّة، لهذا نكتفي لتحقيق غرضنا الحاضر الموجَّه ضد خطية الغضب بما قلناه من أنه ما من أحدٍ، بسبب الجهل، ينتزع لنفسه سببًا لهذا الشر والموت الأبدي من تلك الأسفار المقدسة، التي ينبغي أن يبحث فيها عن القداسة والخلود كأدوية شافية لنوال الحياة والخلاص.](١٢)
إنَّ كل ما سَبَقَ من اقتباسات للآباء لم تَشرح من هو الله، بل فقط أنكرت عنه بعض الصفات، والذي يُسمَّى، على حدِّ تعبير اللاهوتي الأرثوذكسي ڤلاديمير لوسكي، باللاهوت السلبي Apophatic Theology. أي اللاهوت السلبي الذي يُنقِّي عقل الإنسان من كل محاولات تشبيه الله بالإنسان. هو الشرح اللاهوتى الذى يعلو على كل الأمثلة و المجازات و الرموز والألفاظ ويترك الحقيقة الفائقة لعمل الرُّوح القدس السِّري في القلب، فمثلًا نحن نقول عن الله :"غير المفحوص"، "غير المستحيل"، "غير المحوى" (لاحظ كملة غير)، لأنه لا يُمكِننا بِلُغَتِنَا البشريَّة أو خيالنا أن نَصِف الله كما ذُكِرَ سابقًا، بل إننا نقترب بخشوعٍ مِن إعلاناته هو لنا.
يقول القدِّيس يوحنَّا الدمشقي:
["إن الإله لا جسم له" لا يدلّ على جوهر الله، كما هي الحالة في كونه غير مولودٍ ولا بدء له ولا يتغيَّر ولا يَفسُد. وفي كلِّ ما يُقال عن الله وعن وجوده، لأنَّ هذه الصفات تدلُّ لا على ما هو الله، بل على ما ليس هو. وينبغي على مَن يشاء التكلُّم عن جوهر شيء ما أن يقول ما هو هذا الشيء، لا ما ليس هو. ومن ثم أُجيب على السؤال، ما هو الله، باستحالة الكلام عن جوهره. وهذا المنطق أقرب إلينا جدًّا مِن تخيُّل جميع الصفات.](١٣)
أمَّا اللاهوت الإيجابي Cataphatic Theology فهو اللاهوت الذى يُشرح إيجابيًّا وبشكل واضح للرد على الهرطقات والإنحرافات الإيمانيَّة. فهو يَرفُض الخطأ ويَرُدُّ عليه ويَفنده ويَشرَح خطورته على علاقة الإنسان بالله. ولكنُّه لا يُحدِّد الحقِّ نفسه. فقانون الإيمان مثلًا هو لاهوت إيجابيّ يؤكِّد ما أعلنه الثالوث القدُّوس عن نفسه.
وبالعودة للسؤال المطروح (مَنْ هو الله وكيف نُدرِكه؟!)، فَيُمكِن أن نُلخِّص كلَّ ما قِيل في أنَّ الله لا يُمكِن أن تُدرَك أعماله أبدًا إلّا عن طريق "الحب".
يقول القمُّص تادرس يعقوب:
[الله هو حركة حبّ أزليّ، تَحتَضِن العالم كلُّه، والإنسان بوجهٍ خاصّ. فهو يَعتَني بهِ في هذه الحياةِ الزمنيَّة حتَّى آخر شعرة في رأسهِ (إنجيل مُعلِّمنا متَّى ١٠: ٣٠)، غاية ذلك أن تَنعَم البشريَّة بالمجد الأبدي. ويُؤكِّد الآباء الإسكندريُّون بقوَّة أنَّ الله وهو غير مُدرَك يَعتَني بالإنسان خلال محبَّتهِ الفريدة لأنَّ ملكوت محبته السماوي يتأسَّس في أعماق نفس الإنسان (إنجيل مُعلِّمنا لوقا ١٧: ٢١). قدرة الله هي تلك المحبَّة الدائمة الحركة.
يَليقُ بنا ونحن نتحدَّث عن الله بكونه "الحبّ"، ألَّا نَظنّ أنَّ الحبَّ عواطف بشريَّة، إنما نُعبِّرُ عمَّا هو إلهيّ وما هو غير مُدرَك بِلُغَةٍ بَشريَّة يُمكِن إدراكها.](١٤)الهدف من هذا البحث هو ألَّا نتصوَّر الله كإنسانٍ مثلنا، وألَّا نتصوَّره تحت الضعفِ مثلنا، وألَّا نتخيَّله كقاضي بل كطبيب. عندما تتحدَّث عن الله، اتخذ من الحب الإلهيِّ والنعمة الإلهيَّة محورًا لحديثك، كما يقول القدِّيس أغسطينوس:
[اتخذ ذاك الْحبّ (الإلهيّ) هدفًا (أيها الواعظ) وَوجِّه إليه (أي إلى السامع) كلامك، وَاروِ ما تُريد بأسلوبٍ يُحمِّل السامع على أن يؤمن مُستَمِعًا، ويَرجو مُؤمِنًا، ويُحِبُّ راجيًا.](١٥)
بنعمة الله،
چورچ نسيم سامي
---------------------------------------------------------------------------
المراجع والتعليقات:
(١) القدِّيس كيرلس الكبير، شرح إنجيل يوحنا ١٧: ٢٠، ٢٢.. إصدار المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، الجزء التاسع، صفحة ٢٢١.
(٢) القدِّيس كيرلس الكبير، الحوار الرابع حول الثالوث .. إصدار مركز الدراسات الآبائية، الجزء الثالث، صفحة ٧ و٨.
(٣) القدِّيس إكليمنضس السكندري
Stromata Book II: Chapter XI- The Knowledge Which Comes Through Faith The Surest of All, Paragraph 6. Ante Nicene Fathers Volume 2 Page 766.
(٤) القدِّيس أنطونيوس الكبير
The Philokalia, translated from Greek by G. Palmer, P. Sherrard, Kallistos Ware, 1984, Faber & Faber, London. Volume 1, page 352.
عن كتاب "العدالة الإلهيَّة- حياة لا موت .. مغفرة لا عقوبة " لدكتور هاني مينا ميخائيل، مراجعة وتقديم نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف المتنيح، صفحة ٤٥ و ٤٦.
(٥) القمُّص تادرس يعقوب ملطي، كتاب "الله" صفحة ٣١.
(٦) القدِّيس مار إسحق السرياني
Mystic Treatises of Isaac of Nineve, translation by A.J. Wensinck, :1923 - g Pt I, pp. 59, 128, 136, 241.
عن كتاب "العدالة الإلهيَّة- حياة لا موت .. مغفرة لا عقوبة " لدكتور هاني مينا ميخائيل، مراجعة وتقديم نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف المتنيح، صفحة ٣٩ و٤٠.
(٧) القدِّيس أغسطينوس
On Christian Doctrine Book III: Chapter 11.—Rule for Interpreting Phrases Which Seem to Describe Severity to God and the Saints- Paragraph 17. Nicene and Post-Nicene Fathers Series I Volume 2 Page 1276.
(٨) العلَّامة أوريجانوس، العظة رقم ١٨ على سفر أرميا .. عن كتاب "عظات على سفر أرميا للعلَّامة أوريجانوس"، ترجمة جاكلين سمير كوستا، إعداد القمُّص تادرس يعقوب ملطي، النسخة الإليكترونية.
(٩) العلَّامة أوريجانوس
Against Celsus: Book IV- Chapter LXXII. Ante Nicene Fathers Volume 4 Page 1219.
(١٠) العلَّامة أوريجانوس، في المبادئ ٢- ٤- ٤، تعريب الأب جورج خوام البولسي، منشورات المكتبة البولسية، صفحة ١٨٤.
(١١) القدِّيس أغسطينوس
Fathers of the Church Series, Volume 70, Augustine, 83 Different Questions, Question 52, page 88 and 89.
(١٢) القدِّيس يوحنَّا كاسيان، المؤسسات، الكتاب الثامن، الفصل الأول والثاني والرابع .. عن كتاب "القدِّيس يوحنَّا كاسيان .. حياته، كتاباته، أفكاره" للقمُّص تادرس يعقوب ملطي، صفحة ٤٨٣- ٤٨٥ في النسخة الإليكترونية.
(١٣) القدِّيس يوحنا الدمشقي، المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي، الكتاب الأول، الرأس الرابع، المقالة الرابعة … تعريب الأرشمندريت أدريانوس شكِّور ق ب، منشورات المكتبة البولسية، صفحة ٥٩ و٦٠.
(١٤) القمُّص تادرس يعقوب، كتاب "الله" صفحة ٩.
No comments:
Post a Comment