Saturday 22 August 2015

تناول المرأة من الأسرار المقدسة أثناء فترة الطمث .. (تحليل شخصي)



أشجعكم على قراءة  بحث "الإفخارستيا .. الغذاء السماوي لا الأرضي" قبل قراءة هذا المقال،
وذلك لأهمية إدراك:
أولًا: المعنى الحقيقي الذي لسر الإفخارستيا، 
ثانيًا:حجم النعمة التي ينالها الإنسان بالتناول من جسد الرب ودمه،
ثالثًا: أن هذا السر المقدس لا يمكن إخضاعه للفكر المادي أو الجسدي إطلاقًا.

لقراءة جزئي البحث:
الجزء الأول ... الجزء الثاني

--------------------------------------------------------

بغض النظر، لحد آخر المقال، عن تعليم الدسقولية  وتعليم القديس أثناسيوس الرسولي اللي بيؤكدوا أن من حق المرأة الطامث أن تتناول وأن الإفرازات البيولوجية لا تمنع الإنسان عن الله،
 الفكر المعارض، ولهم كل الإحترام طبعًا، متمسكين بقصة المرأة نازفة الدم و بيفسروا تفسيرات غريبة غير منطقية بالمرة، وده اللي هاركز عليه هنا.

١-  هما بيقولوا انها لمست هدب ثوبه لكن ملمستهوش هو ..
طيب مبدئيًا، مش هي بس اللي لمست هدب ثوبه (راجع مرقص٦ :٥٦)، والسر مش باللمسة لكن بالإيمان .. وده بان في إنجيل القديس متى "لأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: «إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ»." (٩ :٢١) وعند القديس مرقس "لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ»." (٥ :٢٨) .. تاني الموضوع موضوع إيمان، هي بتقول "أنا لو بس لمست هدب ثوبه هاخف، فما بالك لو عرفت ألمسه هو بقى!"
بس للأسف الزحمة مخلتهاش قادرة توصل وتلمسه زي ما كان فيه ناس كتير بتعمل وتلمسه أو تقع عليه.

٢-  السيد ذُكر في إنجيل  لوقا إنه قال «مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي؟» (٨ :٤٥) وذُكر في إنجيل مرقس إنه قال «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟»(٥ :٣٠). وفي الموضوعين ذُكر انه شعر بقوة خرجت منه، وده يدل ان مافيش فرق بين لمس السيد ولمس ملابسه لأن الفكرة في إيمانك مش في إيه اللي بتلمسه، وفي كلا الحالتين لو عندك إيمان هاتخرج منه قوة تشفيك.
وأصلا، هي الملابس (المادة المخلوقة) اللي بتشفي ولا الخالق نفسه هو اللي بيشفي ؟! 
السر في الرب يسوع، هو اللي بيقَدِّس المادة. 

٣-  لو اللي بيفكروا فيه ده حقيقي انها لم تلمسه بسبب نزيفها، ليه مافكروش في السيدة العذراء مريم انها كانت بترضعه وبتشيله كل يوم حتى في أيام طمثها !! طبعًا الإنجيل ماذكرش ده لكنه مش محتاج يذكره لأنها حاجة منطقية.
حد هايقول لي "الست العدرا الروح القدس حل عليها وطهرها" .. طب واحنا الروح القدس ماحلّش علينا وطهرنا ورقَّى طبيعتنا ومجدها في المسيح فصرنا «شركَاء الطَّبِيعَةِ الْإلَهِيَّةِ» (بطرس الثانية ١: ٤) ؟! اومال اتعمدنا ليه ؟! والميرون ثبّت فينا ايه ؟؟ وبنشترك في العُرس الإفخاريستي ليه ؟؟

[انظروا إلى ما سأجيب به الآن، أنكم تقولون لماذا اختار أن يولد من امرأة؟ أجيب ولماذا يتجنب الميلاد من امرأة؟ لتفترضوا أنني لا أستطيع أن أوضح لماذا أراد أن يولد من امرأة، فهل تستطيعون أن تظهروا لي لماذا ينبغي أن يتجنب هذا؟ ومع ذلك فإنني سبق فأخبرتكم في مرات أخرى أنه لو تجنب الميلاد من امرأة فقد ونظن كما لو أنه يمكن أن يتنجس منها. إنه بمقدار عدم قبول جوهره للنجاسة لا يكون هناك داعيًا للخوف من رحم المرأة كما لو كان سيتنجس منه.]
القديس أغسطينوس، عظات علي العهد الجديد ١: ٣.
Nicene and Post-Nicene Fathers, Series I, Volume 6, Page 533

٤- عايز تقنعني ان الإنسان الخاطئ بيتناول عادي لكن المرأة الطامث متتناولش ؟! هي ذنبها ايه في طمثها ده ؟! دي حاجة غير إرادية وربنا هو اللي حاطتها فيها .. إفراز بيولوجي عادي جدًا مايفرقش في حاجة (قدام ربنا) عن العرق وسائل الأنف وحتى البراز .. ايه الخطية في إفراز بيولوجي يا جماعة ؟! يعني ربنا يخلق حاجة في الإنسان وبعدين يقول "آسف، أصل أنا غلطت وأنا بأخلقك، sorry مش هاينفع تتناول" !! فعلاً يعني ؟!

٥-  بيقولوا هي مش نجسة لكنها فاطر .. بعيدًا عن ان كلمة "فاطر" دي في حد ذاتها غلط أصلاً، نفترض واحد بياخد أدوية ومتقدم للمناولة، مش بيتسمح له يتناول ؟! مع إنه على حسب تفكيرهم فاطر، صح ؟! علشان مش بإيده، دي حالة مرضية .. طب اشمعنى دي و هي *فاطر* مش بيتسمح لها تتناول ونعتبر دي كمان حالة مرضية ؟!

٦-  أقرأوا الإصحاح الخامس عشر من سفر أعمال الرسل من آية ١ لحد آية ٢٩، اللي بيتكلموا فيها عن الختان، اللي هو حاجة ربنا وضعها برضه في جسم الرجل والرجل مالهوش ذنب فيها. تفرق ايه عن الطمث يا اخونا ؟!
«لَيْسَ ٱلْخِتَانُ شَيْئًا، وَلَيْسَتِ ٱلْغُرْلَةُ شَيْئًا، بَلْ حِفْظُ وَصَايَا ٱللهِ» (كُورِنْثُوسَ ٱلأُولَى ٧: ١٩)


٧-  هل من المنطق إنه يسمح للمرأة الخاطئة، اللي بتخطئ بإرادتها الحرة وبمزاجها، إنها تلمسه ومش هايسمح للمرأة اللي بتنزف، بدون إرادتها بل بسبب مرضها، إنها تلمسه ؟؟ ده يبقى إله متناقض ومتلخبط .. وحاشا ليسوع إنه يكون كده !

٨-  في كلمة متداولة عند جميع الآباء تقريبًا وهي "صار الله إنسانًا ليصير الإنسان إلهًا"، وطبعًا مش إلهًا بالمعنى الدراج السئ بس على العموم مش ده موضوعنا دلوقتي .. الله تجسد ليرفعك لمكانة عالية ويمجدك ويتحد بيك وينعم عليك بنعمة البنوة له .. تفتكروا بعد كل ده، هايفكر أن في إفراز بيولوجي ممكن يعيق الإنسان عن الإتحاد به في سر الإفخارستيا ؟! بأي منطق يعني ؟!

أرجوكم ارتقوا بفكركم وتطلعوا على أسراره الإلهية المستيكية (Mysticalالفائقة الوصف اللي أظهرها لقديسيه .. أرجوكم انزعوا من عقولكم الإله المقزز اللي اتزرع في خيالنا وانظروا لجمال وحنان يسوع المحب.

فكيف لمن يقول «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى ١١: ٢٨) و «وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا» (يوحنا ٦: ٣٧) أن يرفض إراحة التعابى المقبلين إليه ؟! كيف ؟؟!!  



بنعمة الله،
چورچ نسيم سامي
------------------------------------------------
اقرأ أيضًا في هذا الموضوع: 





No comments:

Post a Comment