Tuesday, 25 August 2015

نظرة سريعة جداً على نظرية وراثة خطيئة آدم .. (تحليل شخصي)




كتير مننا مقتنعين بفكرة وراثة خطية آدم، و ان نتيجة أكله من الشجرة ربنا عاقبه و حرمه من الجنة .. و الحقيقة الفكرتين دول بعيدين كل البعد عن فكر مدرسة إسكندرية و الآباء الشرقيين ..

احنا مش وارثين  خطيئة آدم، احنا وارثين الطبيعة الفاسدة بتاعة آدم بعد السقوط، و دي الطبيعة اللي بتموت في المعمودية و بناخد مكانها طبيعة جديدة ممجدة .. و طرد آدم من جنة عدن مكانش عقوبة من الله لكن نتيجة  لما فعل .. تاني احنا مش وارثين خطيئة آدم لكن وارثين نتائجها ..

الآباء الشرقيين اتكلموا عن الخطية كمرض تسلل للطبيعة البشرية، و للأسف في ناس بتفهم كلامهم عن الخطية بشكل عام عن إنها الخطية الأصلية بتاعة آدم.

الأمراض أنواع، هانركز هنا على اللي بيتورث (inherited) من الأهل ...

الحقيقة مفيش مرض بيورث أبداً كمرض من الأهل ...  اللي بتتورث هي الجينات   (genes) و بيبقى فيها خلل أو تغيير (mutation) بيخليها ماتقومش بدورها بشكل طبيعي و ده اللي بيسبب المرض ..
بمعنى ان المرض المورث بيبقى نتيجة خلل في جينات جسم (طبيعة) الإنسان ..

من ده ممكن نستنتج كمان ان الخطية كمرض مش بتتورث، لكن طبيعة آدم بعد سقوطه أصبح بها خلل و معرضة لمرض الخطية، و بالفعل تمكنت منه الخطية و توغلت و تأصلت و تورثت جيناتها من الأهل للأبناء .. لكن الخطية لم تورث أبداً..
و بسبب هذا المرض المميت، أصبحت الطبيعة البشرية قابلة للموت.

تجسد المسيح، و إتحد لاهوته بناسوته، و بالتالي بالطبيعة البشرية ككل.
أخذ طبيعتنا ليغلب بها الموت، و أعطانا طبيعته لننتصر على الموت ..

و بموته على الصليب ماتت معه الطبيعة الفاسدة، و بقيامته أعطانا النصرة و الغلبة به على المرض اللي كان متوغل في طبيعتنا و بيموتنا، و أخذنا الطبيعة الجديدة و صرنا بواسطته << شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ >> (٢ بط ١:٤)


بنعمة الله،
چورچ نسيم سامي


No comments:

Post a Comment