Sunday, 30 August 2015

نظرة من على المرتفع



.. و من فوق المرتفع رأيت العالم تحت أقدامي يهتز، و يهز كياني معه  .. و أصابني الذعر إذ سمعت صوت الصراخ و الهياج الشديد  الصادر من أعماقه ..

أمعنت النظر بتدقيق  لأعرف ماذا يحدث و ما هو سبب هذا الصراخ و الهياج .. و سريعاً ما اكتشفت أن صوت الهياج ينبعث من الشمال و الغرب، و أما صوت الصراخ فيتركز فى منطقة الشرق و الجنوب.

نظرت فى إتجاه الشمال و تأملت ساكنيه. أناساً يتاجرون بأحلام القلوب البسيطة الساكنة فى الجنوب، و يسرقون لا أموالهم و بيوتهم فقط، بل يسرقون حياتهم و يدمرون مشاعرهم. و قد كانوا من المشاركين فى صوت الهياج بضحكاتهم الشريرة المتعالية المتكبرة.

و التفت ناحية ساكني الغرب .. هم أناساً يبررون أعمال لصوص الشمال تجاه أهال الجنوب. هم أبعد ما يكونوا عن ساكني الجنوب الأبرياء، و لم يختبروا الذل بعد ولا أبدا تعرضوا لظلم. و كانت نسبة كثافتهم في منطقة الشمال غرب، فمعظمهم يطمح و يأمل في الوصول إلى الشمال و التقرب من مواطنيه و التمتع بمميزاته و صلاحياته. و قد شاركوا في صوت الهياج بكلماتهم الشيطانية القذرة، الخالية من الرحمة و الحب.

ثم استدرت و تأملت ساكني الجنوب، فكما سردت سابقاً، كانوا يتعرضون للذل و الظلم أكثر مما يتعرضون لأشعة الشمس الدافئة.  كانوا أناساً فى منتهى البساطة و الحب، لذلك كانت سيادة أهل الشمال عليهم أسهل مما يمكن. و قد كان صراخهم ناتج عن القهر و الأسى المتسلط على مشاعرهم النقية، عاجزين و مكتوفي الأيدي لا يستطيعون المقاومة، و لا حتى التظلم.

و أما عن الشرق، فكان ساكنوه أقوياء لا يستطيع أهل الشمال على قهرهم، ولكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون الإنتصار على أهل الشمال و تحرير الجنوب منهم. كان معظم أهال الشرق يتركزون فى منطقة الجنوب شرق، كي يواسوا مواطني الجنوب و يقدمون لهم كل ما في مقدرتهم من معونة و اهتمام. و قد كان الصراخ الناتج عنهم هو صراخهم لمصدر القوة لطلب منه القوة و القدرة لخدمة الجنوب، و لطلب التعزية و العدل و الإنتقام لمواطنيه.

 أهم ما توصلت إليه و استنتجت مما أبصرت:
- أن الذل و الظلم يتجهان من الشمال إلى الجنوب، و الخير و الرحمة يتجهان من الجنوب إلى الشمال .
- أن التعزيات تتدفق من شمال الشمال إلى الجنوب، والشر من جنوب الجنوب إلى الشمال. 

چورچ نسيم سامي

No comments:

Post a Comment