Sunday, 30 August 2015

نظرة من على المرتفع



.. و من فوق المرتفع رأيت العالم تحت أقدامي يهتز، و يهز كياني معه  .. و أصابني الذعر إذ سمعت صوت الصراخ و الهياج الشديد  الصادر من أعماقه ..

أمعنت النظر بتدقيق  لأعرف ماذا يحدث و ما هو سبب هذا الصراخ و الهياج .. و سريعاً ما اكتشفت أن صوت الهياج ينبعث من الشمال و الغرب، و أما صوت الصراخ فيتركز فى منطقة الشرق و الجنوب.

نظرت فى إتجاه الشمال و تأملت ساكنيه. أناساً يتاجرون بأحلام القلوب البسيطة الساكنة فى الجنوب، و يسرقون لا أموالهم و بيوتهم فقط، بل يسرقون حياتهم و يدمرون مشاعرهم. و قد كانوا من المشاركين فى صوت الهياج بضحكاتهم الشريرة المتعالية المتكبرة.

و التفت ناحية ساكني الغرب .. هم أناساً يبررون أعمال لصوص الشمال تجاه أهال الجنوب. هم أبعد ما يكونوا عن ساكني الجنوب الأبرياء، و لم يختبروا الذل بعد ولا أبدا تعرضوا لظلم. و كانت نسبة كثافتهم في منطقة الشمال غرب، فمعظمهم يطمح و يأمل في الوصول إلى الشمال و التقرب من مواطنيه و التمتع بمميزاته و صلاحياته. و قد شاركوا في صوت الهياج بكلماتهم الشيطانية القذرة، الخالية من الرحمة و الحب.

ثم استدرت و تأملت ساكني الجنوب، فكما سردت سابقاً، كانوا يتعرضون للذل و الظلم أكثر مما يتعرضون لأشعة الشمس الدافئة.  كانوا أناساً فى منتهى البساطة و الحب، لذلك كانت سيادة أهل الشمال عليهم أسهل مما يمكن. و قد كان صراخهم ناتج عن القهر و الأسى المتسلط على مشاعرهم النقية، عاجزين و مكتوفي الأيدي لا يستطيعون المقاومة، و لا حتى التظلم.

و أما عن الشرق، فكان ساكنوه أقوياء لا يستطيع أهل الشمال على قهرهم، ولكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون الإنتصار على أهل الشمال و تحرير الجنوب منهم. كان معظم أهال الشرق يتركزون فى منطقة الجنوب شرق، كي يواسوا مواطني الجنوب و يقدمون لهم كل ما في مقدرتهم من معونة و اهتمام. و قد كان الصراخ الناتج عنهم هو صراخهم لمصدر القوة لطلب منه القوة و القدرة لخدمة الجنوب، و لطلب التعزية و العدل و الإنتقام لمواطنيه.

 أهم ما توصلت إليه و استنتجت مما أبصرت:
- أن الذل و الظلم يتجهان من الشمال إلى الجنوب، و الخير و الرحمة يتجهان من الجنوب إلى الشمال .
- أن التعزيات تتدفق من شمال الشمال إلى الجنوب، والشر من جنوب الجنوب إلى الشمال. 

چورچ نسيم سامي

Saturday, 29 August 2015

و احنا قاعدين !



أنا هاحكيلك كل حاجة يا بيه ..

احنا كنا قاعدين .. 

لقينا اللص اليمين بيشهد للمسيح و السيد رد و قال له اليوم تكون معي في الفردوس ..  و احنا قاعدين !!

لقينا شاول الطرسوسي اللي بيضطهد و بيسجن و يقتل المسيحيين بقى بولس رسول الأمم ..  و احنا قاعدين !!

لقينا أريانوس والي أنصنا اللي قتل آلاف المسيحيين استشهد على اسم المسيح  ..  و احنا قاعدين !!

لقينا موسى زعيم العصابات القاتل السارق الزاني بقى الشهيد الأنبا موسى الأسود ..  و احنا قاعدين !!

لقينا أغسطينوس العاصي المتمرد الزاني بقى القديس أغسطينوس ..  و احنا قاعدين !!

لقينا مريم الزانية بقت مريم المصرية السائحة .. و احنا قاعدين!!

احنا اتخضينا بقى!!

لقيناهم بيسرقوا الملكوت ..  بيسرقوا الملكوت قدامنا يا بيه !!  و احنا عيال صغيرة مش فاهمين حاجة يا بيه !!!! 

چورچ نسيم سامي

Friday, 28 August 2015

الملك يهوه ... المحب البشر الصالح



*يجب التنويه قبل القراءة أن القصة التالية تحمل قصوراً شديداً في التشبيه بالقصة الحقيقية، لأنه من المستحيل تشبيه قصة الحب الحقيقية بأي قصة أو رمز بشري مهما كان*

كان في ملك عظيم جداً و محب لشعبه اسمه يهوه، جاب واحد اسمه آدم و أنعم عليه بنعمة البنوة له و خلاه أمير و عيشه معاه في القصر .. كان هدفه ان آدم يرتقي و يوصل انه يبقى ملك صغير في يوم من الأيام.
بس للأسف آدم مكانش اد المسؤلية كفاية و أخطأ خطأ قاتل خلاه يتحكم عليه بالعبودية .. قوانين المملكة اتطبقت على آدم و اتطرد من القصر كنتيجة لفعلته (مش كعقاب من الملك يهوه) و اتنفى لجزيرة بعيدة عن القصر، و ولاده عاشوا في الجزيرة شايلين نتيجة خطأ أبوهم (مش شايلين الخطأ نفسه). كانوا ملعونين و مستعبدين لملك الجزيرة اللي اسمه ابليس.

المهم بعد فترة، الملك يهوه من كتر حبه لآدم و ولاده، أرسل ابنه، الحقيقي بالطبيعة و اسمه يسوع، للجزيرة علشان يرجع أولاد آدم تاني للقصر .. و فعلاً راح يسوع و اتخذ شكل و طبيعة أولاد آدم، لكنه في الحقيقة مكانش ولا هايكون عبد للإبليس ملك الجزيرة، وعاش وسطهم فترة يعرفهم انه جاي يرجعهم تاني للقصر و يحكي لهم عن عن جمال الملك يهوه أبوه و جمال القصر.

يسوع بقوته الملكية قدر يفك أسر أولاد آدم من إبليس ملك الجزيرة بعد ما سحقه و انتصر عليه و سدد الدين عن كل أولاد آدم ..
و خد ولاد آدم و رجعهم معاه للمدينة، و القصر بقى سهل الوصول إليه عن قبل كده، و الملك يهوه خلاهم يرجعوا أمراء تاني زي آدم أبوهم و خلاهم شركائه في طبيعته الملكية (طبعاً شركة محدودة).. رقَّى طبيعتهم من طبيعة عبيدية فاسدة لطبيعة ملوكية ممجدة.

من القصة نقدر نسنتج شوية نقط كده نسردهم بسرعة:

- يسوع في القصة مالوش طبيعتين، طبيعة عبد و طبيعة ملك، لكن طبيعة واحدة ملكية اتحدت اتحاد حقيقي بالطبيعة العبيدية.

- الإتحاد ده كان ضروري علشان يقدر يتواصل معاهم و ينتصر على اللي مستعبدهم، و في نفس الوقت يوحد الطبيعة الملكية بتاعته بالطبيعة العبدية بتاعتهم و يعطيهم النصرة على إبليس ملك الجزيرة، و بكده يقدروا يرجعوا المدينة و القصر مرة تانية، لكن بالطبع مش هايكون لهم نفس صفاته الملكية الكاملة ولا هايأخذوا مكانته كإبن حقيقي بالطبيعة للملك يهوه، هم أمراء و ملوك بالنعمة.

- شركتهم في الطبيعة الملكية مخلتهمش يبقوا ملوك و الناس تسجد لهم، لأنهم لم يصبحوا ملوك من ذواتهم، بل بواسطة يسوع و بإرادة الملك يهوه، و هو الملك الوحيد الحقيقي الكامل بالطبيعة .. الشركة في الطبيعة الملكية مش الشركة في العرش الملكي، شركة بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا تجزأ.

- اللي بيقول أنا ملك صغير لأني ابن الملك يهوه و بواسطة ابنه يسوع، يبقى مش مغرور ولا بيفتخر بحاجة مش من حقه، هو بالحق صار ملكاً صغيراً مش مجرد رمزياً، لكن اللي يقول أنا ملك من نفسي هايقع و يتنفي للجزيرة.

يا ريت نقدر النعمة اللي حصلنا عليها من الملك يهوه و تبقى غاية حياتنا أن نصبح مثله و نقتدي به.


بنعمة الله،
چورچ نسيم سامي

Wednesday, 26 August 2015

تجلي الحبيب القريب في حياة كل منا



جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ (متى ١٧:١) (مرقس ٩:٢) (لوقا ٩:٢٨)

كي نراه متجلياً في حياتنا تحكي القصة الواقعية- التي يمكن أن نجعلها تحدث يومياً أمام أعيننا -أنه حينما أراد الحبيب أن يتجلى ببهاءه أمام ثلاثة من تلاميذه، أخذهم و صعدوا على جبل عال منفردين، لذلك حينما نريد أن نراه متجلياً في حياتنا اليومية، يجب علينا أن نصعد على جبل عال منفردين ..هذا الجبل العالي في حياتنا قد يكون المخدع، قد يكون منظر طبيعي، قد تكون الشرفة المتطلعة  إلى  السماء، قد يكون حضن الآب في هيكله ..  فأي مكان يرتقي بنا عن العالم و ازدحامه هو جبلنا العالي الذي نرى فيه مسيحنا متجليا، لذا يوصي طقس  كنيستنا- العاشقة لتفاصيل علاقة الحب هذه- أن تُبنى الكنيسة مرتفعة عن العالم بسلالم، فـنرتقي عنه حينما نرتفع على جبلنا العالي منفردين مع الحبيب، ناسين زحمة هذا العالم.

وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ (متى ١٧:٢) (مرقس ٩:٢) (لوقا ٩:٢٩)

حينئذ تتغير قدامنا هيئة الإله المرعب (الكاشر عن أنيابه ليلقينا كلنا في العذاب  الأبدي متى أغضبناه و يشوينا في النار) لتظهر لنا و قدامنا نحن فقط، الذين معه على الجبل منفردين، هيئته الجديدة، و التي كان يقدر أن يرتفع و يظهرها للكل مبيناً لهم قدرته الخارقة للطبيعة و يطير حول الكرة الأرضية كـ"سوبر مان"، و لكنه لم يفعل. هو يُظهر هيئته فقط لمن هم منفردين معه.

وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ (متى ١٧:٢) (مرقس ٩:٣) (لوقا ٩:٢٩)

 وتكون هذه  هيئته   الجديدة  التي نعاينها … هيئته الرقيقة، المنيرة لنا طريقنا - طريق الحق- المتجلية  في مجد و بهاء غير متناهي، و كأننا  حينما نلامسه في  قداسنا أو خلوتنا يومياً تنفتح أعيننا لنرى السماء الممتلئة بالشاروبيم والسيرافيم وربوات وجيوش الملائكة المنيرين، المستمدين نورهم من هذا المضيء كالشمس الذي نتناوله بداخلنا  و الذي ثيابه بيضاء كالنور، لأن جميع طرقه  هي نور وحق ..  فـهو الوحيد الأبيض النقي،  بدون شوائب ..  بدون  بقاع من السواد.

فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ (متى ١٧:٤) (مرقس ٩:٥) (لوقا ٩:٣٣)

بالرغم من كل هذا الارتقاء، لا نزال نحن منتعلين بنعل الأرض. فـمن التراب نحن و منه تفكيرنا وعقولنا، فـيظن كل منا أن الله ينتظر منا الخدمة المتمثلة فيما نخرجه من جيوبنا للصندوق أو كلمة أو خدمة لمحتاج أو مظال لمساكين، و نقول له :"ها نحن هنا لنقدم لك يارب"، و لكن و بالتأكيد ليس هذا ما رفعنا الله لأجله، بل لنتمتع به.

سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا» (متى ١٧:٥) (مرقس ٩:٧) (لوقا ٩:٣٤-٣٥)

فمازال يظللنا برعايته النيرة رغم جهلنا، فـهذا ما يريده منا…  "مسيحية لا تَدَيُّن. مسرتي ليست في خدماتك، فـأنا لست في حاجة إليها، بل بالحري مسرتي في جلستك في ظلي، في حضن ابني و له تسمع لأن الحاجة، فقط، إلى واحد."

وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ (متى ١٧:٦)

هنا ننتقل إلى جزء مهم في رحلتنا هذه حينما ندرك عظمة و بهاء وجلال ما نعاينه. فـيقول الشماس "اسجدوا لله بخوف و رعدة". فـنسقط ارتعاداً، نسقط خجلاً، نسقط معترفين اننا لسنا سوى تراب و هو قد مجدنا و رفعنا إليه، فـاتضاعنا ليس إلا اعترافاً بحقيقتنا، و حينئذ نبلغ مبتغانا.

فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا» (متى ١٧:٧)

فهو لا يلمسنا  فقط ، و لكنه يتحد بنا يومياً فـكيف إذاً لا ننهض؟! كيف نخاف بعد و هوالمالك الكل ؟! كيف لا نشعر بتجليه امامنا  الدائم؟! كيف نقرأه كأنه حدث وانتهى  مع التلاميذ  ولا نتذكر دائما  أنه في كل سقطة  نقوم ؟!

فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ (متى ١٧:٨)

فـكثيراً بعد ما يقيمنا، لا نرى سوى يده التي أقامتنا ولا نرى سواه حولنا يرتب ما قبل و ما خلال و ما بعد كل سقطة ليكون لنا نور في طريقنا.
فـيا ليتنا نعيش كل قداس وكل خلوة كلحظة تجلي في قصة حب يومية...

 بنعمة الله،
مارينا هاني فاضل

Tuesday, 25 August 2015

نظرة سريعة جداً على نظرية وراثة خطيئة آدم .. (تحليل شخصي)




كتير مننا مقتنعين بفكرة وراثة خطية آدم، و ان نتيجة أكله من الشجرة ربنا عاقبه و حرمه من الجنة .. و الحقيقة الفكرتين دول بعيدين كل البعد عن فكر مدرسة إسكندرية و الآباء الشرقيين ..

احنا مش وارثين  خطيئة آدم، احنا وارثين الطبيعة الفاسدة بتاعة آدم بعد السقوط، و دي الطبيعة اللي بتموت في المعمودية و بناخد مكانها طبيعة جديدة ممجدة .. و طرد آدم من جنة عدن مكانش عقوبة من الله لكن نتيجة  لما فعل .. تاني احنا مش وارثين خطيئة آدم لكن وارثين نتائجها ..

الآباء الشرقيين اتكلموا عن الخطية كمرض تسلل للطبيعة البشرية، و للأسف في ناس بتفهم كلامهم عن الخطية بشكل عام عن إنها الخطية الأصلية بتاعة آدم.

الأمراض أنواع، هانركز هنا على اللي بيتورث (inherited) من الأهل ...

الحقيقة مفيش مرض بيورث أبداً كمرض من الأهل ...  اللي بتتورث هي الجينات   (genes) و بيبقى فيها خلل أو تغيير (mutation) بيخليها ماتقومش بدورها بشكل طبيعي و ده اللي بيسبب المرض ..
بمعنى ان المرض المورث بيبقى نتيجة خلل في جينات جسم (طبيعة) الإنسان ..

من ده ممكن نستنتج كمان ان الخطية كمرض مش بتتورث، لكن طبيعة آدم بعد سقوطه أصبح بها خلل و معرضة لمرض الخطية، و بالفعل تمكنت منه الخطية و توغلت و تأصلت و تورثت جيناتها من الأهل للأبناء .. لكن الخطية لم تورث أبداً..
و بسبب هذا المرض المميت، أصبحت الطبيعة البشرية قابلة للموت.

تجسد المسيح، و إتحد لاهوته بناسوته، و بالتالي بالطبيعة البشرية ككل.
أخذ طبيعتنا ليغلب بها الموت، و أعطانا طبيعته لننتصر على الموت ..

و بموته على الصليب ماتت معه الطبيعة الفاسدة، و بقيامته أعطانا النصرة و الغلبة به على المرض اللي كان متوغل في طبيعتنا و بيموتنا، و أخذنا الطبيعة الجديدة و صرنا بواسطته << شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ >> (٢ بط ١:٤)


بنعمة الله،
چورچ نسيم سامي


Saturday, 22 August 2015

ما تقوم تطمن على نورك...





الصورة دي أنا صورتها في اوضتي و النور مطفي .. شايفين ايه ؟؟ ظلام و بس مش كده ؟؟ شايفين حاجة بتفاصيلها أو فين مكانها ؟؟ شايفين هدوم أو شنط أو سرير أو كتب ؟؟ طب شايفين مكانهم فين في الأوضة ؟؟ طبعًا لأ.
ده العادي يعني ايه الجديد !! الدنيا لو مظلمة، كل حاجة هاتطلع في الكاميرا مظلمة، و لو منورة الصورة هاتطلع منورة و كل حاجة باينة هي ايه و مكانها فين. ..

كلام الوعظ هو الحاجات اللي في اوضتي.
أنا كخادم لو مظلم، الناس هاتشوفني مظلم مهما حاولت أبين اني مستنير، و كلامي لا يمكن ها يؤثر فيهم .. مش هايشوفوا الكلام أصلا علشان يسمعوه و يعملوا بيه، لأن الكلام مش بيبان غير في النور و بيوضح بتفاصيله و بيبان مكانه فين من الحياة.

يُوحَنَّا 8:12
ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ ٱلْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلَا يَمْشِي فِي ٱلظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ٱلْحَيَاةِ».

و من له نعمة البنوة لنور العالم فهو نور للعالم أيضاً، ينير لهم الطريق للوصول إلى يسوع المسيح.

مَتَّى 5:14-16
أَنْتُمْ نُورُ ٱلْعَالَمِ. لَا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلَا يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ ٱلْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى ٱلْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ.

قوم نوَّر النور ..


بنعمة الله،

چورچ نسيم سامي


انت بتعمل ايه يا يسوع ؟!



ذات يوم، وجدت معلمي سائراً نحوي و على وجهه تبدو آثار عظمة و سيادة لم أراهما من قبل !! لكن تلك العظمة و السيادة لم تكن تطابق هيئته و التي تشبه هيئة أقل العبيد !! فقد كان عاري الصدر مئتزراً بمنشفة على وسطه و يحمل وعاءً مملوء ماءٍ  !! لا يمكن أن تكون هذه هي هيئة الملوك !! فالملوك يحملون صولجاناً و يتزينون بالحرير و أفخر الثياب.

اقترب أكثر و انحنى أمامي فتعجبت !!
خلع حذائي فازداد تعجبي !! هل ينوي على ما يخطر فى بالي الآن ؟!!!!!!!!
وضع قدميَّ فى الوعاء و أوشك أن يغسلهما فهرعت !! 
نظر إلىَّ مستفسراً عن ردة فعلي هذه، و لسان حاله يقول "ما بك يا حبيبي ؟!"
حاولت أن أتكلم و لكن .. فقد كان صوتي مخنوقاً بالدموع و نبضات قلبي أسرع من اللحظات التي تمر و أنا أحاول جاهداً أن أنطق بكلمة !!
خرج صوتي، بعدما اجتاز النفق المخنوق المظلم المزدحم قائلاً "انت بتعمل ايه يا يسوع ؟؟!!!!!"

فابتسم و عاود غسل أرجلي و نظر لي و قال "لست تفهم الآن ما أنا أصنع، لكنك ستفهم .. ستفهم فيما بعد."


بنعمة الله،

چورچ نسيم سامي

كنت ضالاً فوجدت !


يا سيدي، لقد فككت أسري و كسرت قيودي و وهبتني نعمة البنوة لك و ضممتني إلى خاصتك و بيتك، و وهبتني النعمة الغالية ... الحرية !!

و لكنني مع الأسف لم أقدر تلك النعمة و حولتها لنقمة و على الفور طلبت منك نصيبي في الميراث و تمردت عليك و عصيتك و لعنت اسمك و أبغضت أبوتك و تركتك و رحلت ... رحلت بعيداً ... بعيداً عنك أنت حيث يمكنني أن أشعر بحريتي  !!

طوال الطريق كنت على وشك أن ألمس السحاب من سعادتي و كنت أرقص و أهتف و أغني .. و بمجرد وصولي لمدينة بعيدة، تنفست الصعداء و صرخت بأعلى ما لدى من صوت "أخيراً ... لقد أصبحت حراً بالفعل!!" يا لغباوتي و جهلى !!

رحت أسرف هنا و أسرف هناك و ألعب و أغني و أأكل و أشرب و ألبس و أرقص حتى نفذ الميراث و أصبحت مُفلساً !!
لم يكن أمامي سوى أن أرعى الخنازير، لأسد شيئاً من جوعي فقط ... حتى الخروب الذي كانت تأكله الخنازير ... اشتهيته ... نعم اشتهيته !!

شعرت بأنه لا فرق بيني و بين من أرعى .. فتلك الخنازير بمجرد أن أنتهي من تنظيفها من الطين كانت تجري و تتمرمغ فى الطين مرة أخرى .. مثلي !!  نعم مثلي .. تعشق الطين و الرائحة الكريهة و تكره النظافة و الطهر !!

فكرت .. كيف لي أن أكون قد وُهبت نعمة البنوة لسيد الجميع و أنا هنا فى المزبلة ؟! و لكن من المؤكد أنني لم أعد مقبولاً ولا محبوباً و أصبحت غير مرغوب فى بيت أبي و إن رآني سيقتلني !! أأرجع و أعمل كعبد لدى أبي ؟! فأقل أجير فى بيت أبي يعتبر منزهاً بالمقارنة مع وضعى الحالي .. نعم سأرجع و أطلب أن أكون أحقر عبد لديه .. نعم سأرجع !!
لم يكن لدى شيئاً لأحمله معي فى طريق العودة .. لا ملبس ولا مأكل .. لا شئ !! 

و لكن لحظة .. ماذا سأقول له عندما يراني !! نعم .."يا أبي،  قد أخطأت فى السماء و قدامك و لست مستحقاً بعد أن أدعى لك ابناً بل اجعلني كأحد أجراك" .. نعم لا يوجد أفضل من هذا القول !!

و بالفعل رجعت .. و بمجرد اقترابي رآيته واقفاً يراقب طريق العودة كمن ينتظر شخصاً سيآتي و هو يعلم يقيناً أنه آتٍ .. هل هذا الشخص هو أنا ؟؟! بالطبع لا بل مستحيل ..

رآني أبي ..  فهرع نحوي .. بالتأكيد سيبرحني ضرباً و أنا أستحق ولا أمانع لأنني ابن عاق !! اقترب أكثر و أكثر و أكثر فسجدت أمامه من الخوف و الرعدة .. فوجدته يقيمني و يحتضنني و هو يبكي من الفرح و ينهج من السعادة  !!!! لم أجد كلاماً مناسباً أمام هذا الحب العجيب .. فقلت بصوت مشروخ مختلط بالدموع: "يا أبي،  قد أخطأت فى السماء و قدامك و لست مستحقاً بعد أن أدعى لك ابناً ... " فلم يدعني أُكمل حديثي و قبلني و ألبسني ثياب جديدة و وضع خاتماً فى إصبعي و حذاء فى رجلىًّ و أمر بذبح العجل المثمن و كان يصرخ من السعادة و يقول "ابني هذا كان ميتاً فعاش و كان ضالاً فوجد !!"

بنعمة الله،

چورچ نسيم سامي

أعطني الحب !



أعطني يا رب أن أحبك ..

أعطني هذا الحب الحقيقي الذي يجعلني لا أشتهي شيئاً سواك أنت ..
أنت يا من أحببتني للمنتهى و بذلت دمك الكريم الثمين من أجل إنسان أتيت به من المزابل لتُشركه في طبيعتك الإلهية..

أعطني هذا الحب الذي يجعلني أقبل، ولا أخشى، إلقائي فى آتون النار المحمى سبعة أضعاف و لا أرتعب من طرحي فى جب الأسود من أجل اسمك ..

أعطني هذا الحب الذي يجعلني أفرح بإحتمال الألم و الإهانة و الذل و الظلم من أجل شخصك ..

أعطني هذا الحب الذي يجعلني أُهلك جسدي و أسفك دمي و أطرح نفسي  من أجلك، لتحييني أنت .. لترفعني إليك و تسمعني بصوتك الحنون  "الحق الحق أقول لك، انك اليوم تكون معي فى الفردوس، نعماً نعماً أيها العبد الصالح و الأمين، ادخل إلى فرح سيدك."  و تضمني بذراعيك إلى قرب قلبك و تمسح كل دمعة من عينى.


بنعمة الله،
چورچ نسيم سامي


الحب الأغلى



الحب الأغلى الذي لا يُقدر بثمن يُعطى مجاناً .. ( متخيل ؟؟!!!!)
الحب الأغلى الذي لا يُقدر بثمن لا ينتظر مقابل ..
الحب الأغلى الذي لا يُقدر بثمن لا يتوقف عطائه ولا يقل تحت أي ظرف ..
الحب الأغلى الذي لا يُقدر بثمن يقدم في كل مكان و في كل زمان و للجميع دون استثناء ..

الحب الأغلى الذي لا يُقدر بثمن مصدره قلب يسوع المسيح ..



مَنْ عَرِفَ المحبة عَرِفَ الله، و مَنْ عَرِفَ الله فلا يسعه إلا أن يقدم محبة لمَنْ لم يعرف الله بعد !


بنعمة الله،

چورچ نسيم سامي


الكهرباء و الشركة في الطبيعة الإلهية ... *مع فارق التشبيهات طبعاً*



أنا دلوقتي كنت قاعد في بيتي في ظلمة و حر و زهق علشان الكهرباء مش واصله لي في بيتي، كأني بأقضي فترة عقوبة في السجن.
الرجل اللي في البيت اللي جنبي  حبني جداً، معرفش ليه، و قرر يوصل لي جزء من كهرباء  البيت عنده لبيتي بلا مقابل، و اعتبرني زي ابنه (أنعم عليَّ بالبنوة).
و فعلاً وصل لي الكهرباء و من ساعتها بيتي نوَّر و التكييف اشتغل و التليفيزيون و الموبايل بيشحن و كل حاجة اشتغلت .. بقيت عايش في هنا و سعادة (حولت لي العقوبة خلاصاً)، و بقيت أستمتع بحب الرجل (أبويا) ده.

دلوقتي:

- أنا مشترك في الكهرباء بتاعة بيت الرجل ده، مش بس مشترك في الأعمال اللي هو بيستخدم فيها الكهرباء بتاعته اللي أنا واخدها منه بالنعمة.
- طبعاً أنا واخد جزء ضئيل على اد بيتي من الكهرباء، مش واخد كهربته كلها، و بيتي مايستحملش أصلاً كهربته كلها.
- لما اشتركت في الكهرباء بتاعته، بيتي ماتحولش لبيته ولا بيته اتحول لبيتي.
- الكهرباء اللي عندي ماقدرش أبداً أقول انها ملكي أو بتاعتي، علشان أنا واخدها منه نعمة بلا مقابل.
- الكهرباء بتاعة بيته بذات نفسها عندي، مش مجرد مواهبها.
- بيتي متحد بالكهرباء اللي من بيته اتحاد حقيقي، هو وحد بيتي ببيته.


رسالة معلمنا بطرس الثانية الإصحاح الأول آية ٤:

King James Version:
Whereby are given unto us exceeding great and precious promises: that by these ye might be partakers of the divine nature, having escaped the corruption that is in the world through lust.


NIV:
Through these he has given us his very great and precious promises, so that through them you may participate in the divine nature


للَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.

بنعمة الله،
چورچ نسيم سامي


---------------------------------------------------------------------------------


لينك الجزء الأول (التكنولوجيا و الشركة في الطبيعة الإلهية ... *مع فارق التشبيهات طبعاً*):
http://christianityislifenotreligion.blogspot.com.au/2015/08/technology.html